لم يعد مفهوم السياحة هو المفهوم العادى كما هو متبع منذ سنوات، لكن السياحة البيئية بدأت تفرض نفسها بقوة، بالتزامن مع ما يثار من جدل حول قضية التغيرات المناخية، وكأنها رد من الطبيعة على من يهددها، بأنها موجودة وقادرة على الرد، كل ما أثير عن قضية التغيرات المناخية يؤكد أهمية ليست قابلة للاختلاف وهى ضرورة حماية والحفاظ على البيئة من حولنا، ومنح المواقع البيئية أهمية خاصة.
فكرة الحفاظ على الموارد الطبيعية كانت مصدرها الأول توجيهات القيادة السياسية، فى عام 2019، حين أطلق رئيس الجمهورية حملة «اتحضر للأخضر» من داخل منتدى شباب العالم أواخر عام 2019، وبالتوازى مع هذا الجدل العالمى حول أهمية التغيرات المناخية، والحفاظ على الموارد الطبيعية، أطلق مشروع التنوع البيولوجى فى السياحة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى والبنك الأهلى المصرى كراعٍ استراتيجى، حملة بيئية للمواقع السياحية البيئية فى محافظة جنوب سيناء، تحت شعار «Eco South Sinai»، بعد نجاح المشروع فى إطلاق حملتها الأولى للترويج للسياحة البيئية فى كل محافظات مصر تحت شعار «ECO EGYPT».
وتأتى حملة الترويج للسياحة البيئية فى محميات محافظة جنوب سيناء، ضمن الاستعداد لمؤتمر المناخ المزمع عقده فى مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل، للمساعدة فى خلق منتج سياحى بيئى جديد، يتضمن المجتمعات المحلية وأهم المقاصد والأنشطة السياحية البيئية لمحميات جنوب سيناء.
البيئة البحرية والبرية والحشائش والرمال والإنسان كل عناصرها تشكل الطبيعة، فعندما يضر الإنسان بها ترد بقسوة ومن هنا جاءت آثار التغيرات المناخية، ولعل ما يحدث حاليًا من تغيرات مناخية مختلفة من صقيع وأجواء مناخية مختلفة، تفرض على الإنسان ضرورة التجانس مع الطبيعة لمواجهة آثار أفعالنا، وأنه لا بد من زرع فكر التنمية المستدامة، فى الأجيال المقبلة.
وزيرة البيئة أكدت أنه سيتم الترويج للحملة باستخدام كل وسائل الدعاية المقروءة والمسموعة، وكذلك تقنية الجولات الافتراضية بانوراما 360، لتحقيق تفاعل حقيقى مع المواطن ليرى البيئة فى صورتها الحقيقة، التى تمثل الطبيعة والجمال والحفاظ على مواردنا الطبيعية، وليس فى صورة مشكلات بيئية، وأنه تم إنشاء مراكز للزوار فى 19 محمية طبيعية، إضافة لتطوير البنية التحتية لهذه المحميات، وتوفير وظائف لأكثر من 20 ألف أسرة فى مختلف المحميات، وتم رفع الدخل ليصل إلى 120%، كما فتحت المجال فى آفاق أخرى فى مجال التنمية المستدامة.
محميات سيناء
لعل اختيار الطبيعة بجنوب سيناء جاء اختيارًا موفقًا لما لها من سحر خاص، يزداد تألقًا وجمالًا وإبداعًا داخل محمياتها الطبيعية لما تحويه من كنوز طبيعية فى صورتها البكر، حيث تجمع كل البيئات فى مكان واحد.
الطبيعة فى سيناء تحتضن مشاهد وتكوينات من الصخور مشكلة فوق الأرض، بروح أسطورية، وتحت الماء بأعشاب ملونة تكسب شواطئها روحا مختلفة، وفى جنباتها يمكنك المرح وسط الطيور والحيوانات بأنواعها، وفى مسار وديانها تخبرك الأشجار النادرة والأعشاب الطبية والعطرية الفريدة من نوعها بما منحها الله من طبيعة مختلفة.
ومن يذهب لسيناء ولا يشاهد موقع السفينة الغارقة، فهى قبلة الزوار السائحين سواء الأجانب أو العرب أو المصريين من هواة الطبيعة وعشاقها.
محمية رأس محمد
من أهم وأقدم وأول المحميات فى جنوب سيناء على مساحة 850 كيلومترا، وتم إعلانها محمية طبيعية عام 1983، وصنفها اليونسكو على أنها محمية تراث عالمى.
وداخل محمية راس محمد تجد «قناة المانجروف»، التى تفصل شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة، ويصل طولها حوالى 250 م.
محمية راس محمد ليست فقط تنوعا بيولوجيا وأيكولوجيا، وإنما هى أجمل مناطق الغوص فى العالم، لما تحتويه من حفريات، يتراوح عمرها 75 ألف سنة و20 مليون سنة، حيث تتميز الشواطئ بالشعاب المرجانية أعماق المحيط المائى، وكذلك الأسماك الملونة والسلاحف البحرية والأحياء المائية النادرة.
فى محمية رأس محمد تشكل الانهيارات الأرضية «الزلازل»، تابلوه فريدًا من نوعه ساعد على تكوين الكهوف المائية أسفل الجزيرة.
وهناك أيضًا بالمحمية يمكنك أن ترى تنوعا للعديد من الطيور والحيوانات المهمة كالوعل النوبى والبلشونات والنوارس، حيث تضم أثرا من 150 نوعًا من الحيوانات المرجانية، و1000 نوع من الأسماك.
كما تضم محمية راس محمد عددا من البحيرات منها بحيرة المانجروف، والبحيرة المسحورة، والتى سميت بهذا الاسم نتيجة لتدرج مياهها بين اللون الأزرق والأحمر الوردى على مدار اليوم، وتشكل أسراب طيور النورس والنسر العقابى فى سمائها لوحة ربانية.
محمية سانت كاترين
من محميات محافظة جنوب سيناء التى أعلنت عام 1988، على مساحة حوالى 4250 كم2، ومصنفة كمحمية تراث طبيعى وثقافى عالمى وذات معالم متنوعة وفريدة من نوعها، تحيطها قمم الجبال، والموائل الصحراوية الطبيعية للأحياء النباتية والحيوانية المختلفة.
وداخل محمية سانت كاترين التى اختيرت مكانًا لمشروع التجلى الأعظم، عدد من الكنائس والأديرة، فبها دير سانت كاترين بعض الآثار التى تعود إلى العصر البيزنطى، وأخرى ترجع إلى العصر الفرعونى.
محمية نبق
هى المحمية التى أعلنت عام 1992، على مساحة تصل لـ600كم2، وتصنف أنها محمية متعددة الأغراض، ويسميها الزوار «مناطق السبع عجائب»، وأهم ما يميزها هذا النظام النباتى على أرضها فتضم حوالى 134 نوعًا من النباتات، بينها 86 نوعًا اندثرت من الأماكن الأخرى، وأشهر نباتاتها، نبات المانجروف المعروف باسم الشورى.
محمية أبو جلوم
أعلنت عام 1992، ومساحتها حوالى 500كم2، ونوعها محمية مناظر طبيعية، ووجود طوبوغرافية خاصة للمكان، حيث تقترب الجبال من الشواطئ، وتحتوى أنظمة بيئية متنوعة من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية، وكذلك الحشائش البحرية واللاجونات والأنظمة البيئية الصحراوية والجبلية.
محمية طابا
أعلنت محمية طبيعية عام 1998، على مساحة تصل حوالى 3595كم2، وهى محمية صحارى وتراث طبيعى، تعرف بالتكوينات الجيولوجية، المتميزة والمواقع الأثرية التى يتجاوز عمرها 5000 سنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة